التحول الرقمي Digital Transformation-DX
الشاهد للنمو والتطور في شتى مجالات الحياة من حولنا، سيكتشف بما لا يدع مجالاً للشك والريبة، بأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين ممارسات العولمة والتنافسية العالمية والرقمنة المعاصرة، وأن النمو والتطور المستدامان، باتا سلوكاً جمعياً يحكم العالم.
بل أصبحا يدفعان بالأفراد والمجتمعات إلى ضرورة استئناس العديد من المفردات اللغوية الحديثة، مما أدى وجودهما، إلى ذكرهما على الملأ، وشيوع استخدامهما في شتى مجالات الحياة المعاصرة، وظهور العديد من المفاهيم والمصطلحات الجديدة الأخرى، وخاصة تلك المتعلقة بمجال التقانة المعلوماتية.
لهذا نجد ارتباطاً جذرياً بين الرقمنة ومعظم تلك المفاهيم الإدارية الحديثة التي نتداولها في الحياة من حولنا، ومنها مفهوم "التحول الرقمي" كأحد أشهر الموجهات والمحركات المعاصرة، ما فتئت تنادي بها جميع العاملين بالتنمية الإدارية والتطوير في العالم، كنتيجة حتمية لعمليات استشراف المستقبل.
لهذا فإن الاستعانة بالتحول الرقمي في عالم الأعمال وإدارة وحدات العمل المؤسسية بمؤسساتنا العامة وشركاتنا الخاصة؛ ضمن سلسلة عمليات التطوير والتحسين المعتمدة عالمياً، تأتي باعتبارها من الآليات والأدوات الضرورية في الإدارة الحديثة.
وذلك لتحقيق أفضل مؤشرات الأداء الرئيسية للمؤسسات والشركات، أثناء سعيها لتحسين نضجها الإداري، وتطبيقها للحوكمة المؤسسية، للاستفادة من أهداف وتداعيات الحوكمة المستهدفة في تجسيد أفضل مستويات التميز والريادة، بين المؤسسات والشركات المنافسة.
نجد رغم اعتماد التحول الرقمي على تكنولوجيا المعلومات، وعلى العديد من التقنيات المعاصرة، كالذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكُتل، والواقع المعزز، وغيرها الكثير، إلا أن للتحول الرقمي خمس مرتكزات أخرى، ليست التكنولوجيا أحد هذه المرتكزات، باعتبارها قاعدة من التقنيات الحديثة، التي سينطلق منها صاروخ التحول الرقمي نفسة؛ فالتقنيات باتت بمثابة أدوات المطبخ التي نستخدمها يومياً دون ذكرها أو الوقوف عندها، فهي أدوات وآليات ضرورية، لا تكتمل من دونها الوجبات الغذائية، التي نعدها في مطابخنا، دون ذكر لأدواتها، حيث أن عمليات التغيير في حياتنا واستراتيجيات مؤسساتنا، في حقيقة الأمر تمثل أهدافنا التي نسعى جميعاً إلى تحقيقها بأفضل صورة وأعلى قيمة صحية، بناءً على هذه الحقيقة، والتي قد تكون صادمة للكثيرين إليكم هذا المقال عن التحول الرقمي.
 |
| غلاف المؤلف |
سأتناول في هذا المقال فصول الكتاب، منطلقين من توضيح بعض المفاهيم والمصطلحات التي تساهم على الفهم والاستيعاب، مع ترك فلسفة تبني وتطبيق المفاهيم المعاصرة في حياتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، على أن نتوسع في الإجابة على سؤال؛ ما هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى حاجتنا للتحول الرقمي ابتداءً؟ على امتداد صفحات الكتاب الذي يفوق عدده 270 صفحة من حجم A4.
سنكتفي هنا استعراض محتوى كل فصل من فصول الكتاب، على أن نتناول في الفصول الستة الأولى من الكتاب، تمهيداً عاماً لرحلة التحول الرقمي، قبل أن ننتقل في الفصول الخمسة الباقية من الكتاب، الحديث عن مراحل تبني وتطبيق منظومة التحول مكتملة، والتي تحمل منظومة الإدريسي 4X4X4 للتحول الرقمي.
ففي الفصل السابع سنتحدث عن ماهية التحول الرقمي، وفي الفصل الثامن، عن آليات تطبيق التحول الرقمي، وفي الفصل التاسع: عن البرمجيات ونظم التطبيقات (الذكية)، وفي الفصل العاشر، عن تجربة منظومة التحول الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الفصل الحادي عشر الأخير، عن برنامج وحقيبة الدورة التدريبية التي أقدمها للأفراد والمؤسسات في شكل دورات تدريبية واستشارات تفاعلية.
الفصل الأول (01): مراحل رحلة التحول الرقمي، لهذا سنتناول في هذا الفصل الأول، المتطلبات الرئيسية للتحول الرقمي في مؤسساتنا وشركاتنا، أي كيفية التحول في استراتيجيات الأعمال الإدارية، وكيفية تغييرها من صورتها التناظرية إلى صورتها الرقمية المبنية على نظم التقنيات والتكنولوجيا المتاحة، وفي جانبها الآخر؛ كيفية إدارتها والتحكم فيها والاستفادة منها في تحديد الأنماط والاتجاهات، التي ستؤدي بنا في نهاية رحلتنا نحو التحول الرقمي.
الفصل الثاني (02): الذي سنتحدث فيه عن مفهوم الاضطراب الرقمي (Digital Disruption)، ما الذي يدفع المؤسسات والشركات إلى التحول الرقمي (Digital Transformation-DX)، وما دور التحول تجاه المساهمة في التنمية المستدامة.
الفصل الثالث (03): سنتناول في هذا الفصل: تعاقب الثورات الصناعية والتقنيات التكنولوجية Industrial Revolutions and Technologies، وعلاقتها بالتكنولوجيا، مدخلاً لمفاهيم أخرى عامة حول استراتيجيات التحول الرقمي.
الفصل الرابع (04): وسنتحدث فيه عن الهياكل الإدارية Administrative Structures، أو أنماط ونماذج العمل ودورها في استراتيجيات الإدارة المعاصرة، أو مدى تأثيرها تدفق ممارسات الإدارة الراشدة وأنظمة التقنيات في الهياكل الإدارية التقليدية، للاستفادة منها في منظومة التحول الرقمي، والمتمثلة في استراتيجيات تطوير هياكل العمل التقنية.Digital Business Strategies
الفصل الخامس (05): في هذا الفصل، نظم التقنيات الرقمية Digital Technology Systems، سنذكر قائمة عريضة من أنظمة التقنيات والآليات والوسائل التطبيقية، التي تعد الأكثر قوة، وأقل تكلفة، وأكثر فاعلية، وكفاءة.
الفصل السادس (06): التحديث الرقمي Digital Modernization-DM، يُعد هذا الفصل، هو الفصل المعني بتوضيح الفرق بين التحديث الرقمي (DM) والتحول الرقمي (DX). للإجابة على الأسئلة التي تدور حول علاقة التكنولوجيا بمنظومة التحول الرقمي، لماذا لم تُعد التكنولوجيا مرتكزاً أساسياً لمرتكزات ومحاور التحول الرقمي، بعد أن أصبحت مصطلحات التحديث الرقمي (DM)، تدور حول تحديث تقنيات رقمية محدودة. كما سنرى ذلك لاحقاً، لأن أعمال الرقمنة المرتبطة بالتكنولوجيا تشكل بنية تحتية لتحديث العمليات الداخلية فقط، وذلك للاستفادة منها في تطوير خدمة من الخدمات المؤسسية، أي أنها لا ترقى لخدمة منظومة التحول الرقمي.
الفصل السابع (07): التحول الرقمي، Digital Transformation-DX، وهو الفصل الرئيسي الذي سأتناول فيه، ماهية التحول الرقمي، ونذكر من خلاله مقترحي منظومة 4X4X4 الإدريسي، للتحول الرقمي، والأسباب الرئيسة للتحول من مجالات العملاء، والمنافسة، والبيانات، والابتكار، والقيمة في الفصل الخامس (DM) ، إلى المجالات أو المرتكزات الخمس الحديثة؛ التي تتشكل منها منظومة أي تحول رقمي؛ العملاء (Customers)، منافسة السوق أو العلاقة مع المنافسين (Competition)، القدرة على تحليل البيانات المتاحة (DATA)، كيفية توفير القيمة المشتركة/أو المُتولدة (Co-created-Value)، تبني وتطبيق عوامل ومراكز/مُسّرعات الابتكار (Innovation)، بمعنى آخر سيقودنا ماهية التحول الرقمي إلى تعريف الكثير من المبادئ الأساسية لاستراتيجية العمل الحديثة وآليات تغيير القواعد التي من خلالها يمكننا تطبيق مفاهيم التحول الرقمي بالشركات والمؤسسات العامة.
الفصل الثامن (08): وهو الفصل الذي سنعدد فيه آليات تطبيق التحول الرقمي، Mechanisms for implementing DX، والتي تشكل تحديات تبني وتطبيق تقنيات التحول الرقمي بالمؤسسات والشركات، والحديث عن العناصر الأساسية لاستراتيجية التحول الرقمي، ومتطلبات تحقيق التحول في المؤسسات العامة، والسياسات العامة نحو النضج الإداري / الرقمي بناء على استراتيجية التحول الرقمي، ومعايير قياس مستويات النضج الإداري في المؤسسات.
الفصل التاسع (09): البرمجيات ونظم التطبيقات (الذكية)، Software and Application Systems (Smart)، عن البرمجيات ونظم التطبيقات الرقمية (الذكية) المستخدمة في استراتيجيات التحول الرقمي في الفصل السابع، بالإضافة إلى تناول: مراحل التخطيط الإستراتيجي والاقتصاد السلوكي: الدفع إلى صياغة القرارات Behavioral Economics: Nudging to Shape Decisions
الفصل العاشر ((10: تجربة منظومة التحول الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونتناول فيه محطات التحول الرقمي فــي دولة الإمارات، وأهم المبادرات والمشاريع الرقمية، مؤشرات القياس والتقييم، والمراحل الرئيسية لعمليات تقييم التحول الرقمي، مع ذكر بعض القراءات الضرورية من واقع التقرير الصادر من قبل هيئة تنظيم الاتصالات والحكومية الرقمية عن التحول الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة 2020. وننهي هذا الفصل بالمقترحات والتوصيات التي نعرضها للمناقشة والتطبيق من قبل مسؤولي تبني وتطبيق التحول الرقمي بمؤسساتنا وشركاتنا العامة.
الفصل الحادي عشر (11): نعرض في هذا الفصل
الأخير، برنامج وحقيبة الدورة التدريبية Training Course
Program، بشرح الخطوات الأربعة الرئيسة نحو تطبيق التحول الرقمي في أي
مؤسسة أو شركة.
لقراءة هذا الكتاب الرجاء التواصل مع المؤلف
المستشار الهندسي/ خالد موسى إدريس
+971507363958