عوامل النجاح الثمانية الكبرى
The Great 8 Success Factors
أعلم أخي القارئ ما من أحد منا، إلا ويتطلع لحياة هادئة وسعيدة بعيداً عن منقصات الحياة، حياة هانئة مستقرة آمنة عن حالة العوز أو النقص للاحتياجات الضرورية، لنفس راغبة الازدهار والنجاح والرفعة في الحياة. ساعياً ومجاهداً على تحقيق كل ما تصبو إليه نفسه من أهداف وآمال ورغبات كامنة في وجدانه. سواء كانت أهداف على المستوى الشخصي أو على المستوى الأسري أو العائلي أو المجتمعي، صعوداً على سلم التطلعات إلى تحقيق النمو المستدام والتطور لقدراته الذاتية ومواردها التي تعزز من كيانه ووجوده في الحياة، وكذا في حياته العملية ودوره الوظيفي المؤسسي.
فإذا ما كنت تتطلع
لتحقيق النجاح في مستقبل أيامك؟
أو تريد أن تكون شخصاً ناجحاً متميزاً لذاتك ومفيداً لغيرك وللصالح العام
مُحققاً جميع آمالك وغاياتك طوال حياتك!
..... وإجابتك على هذا السؤال كانت: نعم..... ! ! !
أقدم إليك عوامل النجاح الثمانية الكبرى
The Great 8 Success Factors
ملخص هذا الكتاب
- السبب الأول والأهم: الشخصي (تحسين الذات الزائفة، الأنا والكينونة المتكبرة).
- السبب الثاني: الحياة العملية (الاجتماعية – الاقتصادية)
- السبب الثالث: المساهمة في السعادة المجتمعية (صالحاً في الدنيا والآخرة).
أنواع النفس الإنسانية
تناولت في صدر التمهيد لعوامل النجاح الثمانية الكبرى، الحديث عن أنواع النفس الإنسانية بإيجاز شديد، حتى أنتقل بالقارئ خطوة إلى الأمام، أجد فيها متسعاً للحديث عن بعض أهم المفاهيم والمصطلحات التي ذكرتها في الفصل الأول: مقدمة عامة عن فلسفة النجاح، ثم فلسفة العلاقة بين محوري التأثير في الحراك الإنساني، قبل الانتقال للفصل الثاني، الذي يضم شرحاً وافياً لكل عامل من عوامل النجاح الثمانية الكبرى.
1) النفس الأمارة بالسوء: وهي
التي تأمر الإنسان بالسيئات والذنوب.
} وَمَا
أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ
رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
(سُورَةُ يوسف: الآية 53/111).
حيث يجب علينا مجاهدة هذه النفس وإخضاعها للسير على صراط
الله المستقيم (وهو أعظم جهاد)، ومن أعظم الأسلحة التي تعين على جهاد هذه النفس: -
- التزكية والصلاح مع تعزيز عوامل الطاقة
الإيجابية!!!
- العلم النافع لأن الجهل من أعوان النفس الأمارة بالسوء
2) النفس اللوامة: وهي التي تندَم بعد ارتكاب المعاصي والذنوب فتلوم نفسها، والتي قال عنها الحق تعالى.
{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا
أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. (سورة القيامة (2/40((
3) النفس المطمئنة: و هي النفس الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن، والواصلة إلى مرحلة الاطمئنان ومنطقة الراحة والطاعة التامة لأوامر الله تعالى والمشمولة بعناياته الربانية، وهي أيضاً النفس المؤمنة والمصدّقِة والموقِنة بأن الله خالقها وربها، المُسّلِمة لأمر حمده تعالى فيما هو فاعل بها، والتي خاطبها الله في القرآن الكريم بـ} يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{ (الفجر الآية 27/30)، وذكرها في
{الَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد
28/43).
4) النفس الراضية: وهي
النفس التي رضيت بما أُوتيت من خير أو خير مؤجل (ما نعتقده شراً)،
أي أنها نفس طامحة وليست طامعة، مصدرها بؤرة اليقين بالله تعالى.
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} (الفجر
28/30)
5) النفس المرضية، وهي
النفس التي رضي الله عَزَّ و جَلَّ عنها والتي قال عنها القرآن الكريم}
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي
إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً { ))من المؤمنين رجال صدقوا مَا
عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( سورة الأحزاب الآية 23/
6) النفس المُلْهَمة: هي التي قطعت كلّ السبل أمام أنواع الشرور. متوجّهةً إلى ربها عزّ وجلّ في حركاتها وسكناتها، وتتجلّى فيها المواهب الإلهيّة بقدر ما فيها من الصفاء والنقاء والطهارة، وإن الله ليُلهِمُها الحسنى والطيّبات وما يُفضي إلى رضوانه جلّ جلاله.
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (سُورَةُ العَنْكَبوتِ: 69/29)،
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ (سُورَةُ الشَّمْسِ: 7/91-8)
7) النفس الزكيّة، أو الصافية، الكاملة، قال
تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ (سُورَةُ الشَّمْسِ: 9/91) وهي النفس
الوحيدة في الدنيا، نفس الحبيب المصطفى، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
صلوا عليه وسلموا.
أهدي هذا المؤلف
+971507363958