الاعتماد على التكنولوجيا في المدن الذكية

هذا المقال عن تقنيات التقييم الحديثة مؤشرات الأداء في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع الدعوة إلى تطوير وتحديث أنظمة التطبيقات البرمجية والتحول الرقمي بمؤسسات المدن الذكية وقطاعاتها المختلفة.

الاعتماد على التكنولوجيا في المدن الذكية

الاعتماد على التكنولوجيا ونظم التقنيات الحديثة في المدن الذكية

عبارة عن العمليات الإدارية التي تعمل على زيادة جرعة ومستويات النضج الإداري لدى العاملين والمهتمين بأمر تحويل المدن الحضرية التقليدية إلى مدن ذكية، تتداول خدمات أكثر ذكاءً، وذلك تعزيزاً لعوامل التمكين بصورة عامة، حيث تؤدي التكنولوجيا دورها في عمليات الحراك الإداري أو تزيد من وتيرة الحراك  التفاعلي بالمدينة.


لهذا يتطلب الاستغلال الأمثل للنظم التكنولوجية الحديثة ونظم التطبيقات الرقمية المواكبة للعصر، لبعض المفاهيم والأنظمة الإدارية، ومن هذه المفاهيم، ما يسمى بمفهوم التحديث الرقمي Digital Modernization-DM. لسلسلة من أنشطة العمليات والإجراءات، التي تتم بصور عديدة ولغايات مختلفة، داخل وحدات التقانة المعلوماتية.

 

 محاور العمليات الخمس المعروفة للتحديث الرقمي

  1. الرقمنة DIGITALIZATION 
  2. التعبئة MOBILIZATION
  3. التعزيز بالزيادة AUGMENTATION      
  4. الحد من استخدام الوسطاء DISINTERMEDIATION
  5. الأتمتة /التشغيل الآلي AUTOMATION

استشراف المستقبل

يتطلب تطوير إستراتيجيات الأعمال بالمدينة، تحسين أنظمة الأعمال الإدارية وفق أضطلاعها بأهمية استشراف المستقبل، للاستفادة من عمليات التحسين وفق الموجهات والمحركات العالمية، في معالجة المشاكل التي تواجه وحدات العمل المؤسسية لأي مدينة حضرية، كما تتطلع لأن تكون مدينة ذكية، مثل تبني وتطبيق مفهوم التحول الرقمي Digital Transformation-DX، بمؤسسات المدينة.


يُستهدف بالتحول الرقمي، تحقيق بعض الأهداف المؤسسية، وذلك من خلال عدد من المرتكزات، أو المحاور الخمس الرئيسية Domains ولكن مع ملاحظة أن التكنولوجيا في حد ذاتها، ليست أحد مرتكزات التحول الرقمي، أو أحد قطاعات الأعمال القائمة بذاتها، لهذا فقد غابت التكنولوجيا عن قائمة المرتكزات الرئيسية.


فعند تبني وتطبيق منظومة للتحول الرقمي في أي مؤسسة حكومية أو خاصة، يمكننا الحديث عن خصائص وسيناريوهات العمل الرئيسية، والاكتفاء فقط بدور التكنولوجياً ضمن بند التدفقات التقنية Technology Streams وإن كان دوراً أساسياً أو ضرورياً، لطبيعة التفكير التقليدي لدى العديد من المحاضرين غير المتخصصين، كما في النقاط التالية: -

1)     استراتيجية تطوير هياكل العمل الإدارية والتقنية Digital Business Strategies

2)     تحليل البيانات Data Analytics

a.  تحسين عمليات المنتجات/الخدمات Improve Products/Services Processes

b.  الاستعانة بالبيانات المفتوحة والعملاقة في تعزيز الجودة Quality

3)     الارتباط بالعملاء والمنافسين Clients & Competitors Engagements

4)     التدفقات التقنية Technology Streams (للملاءمة بين تطوير التقنيات وتحديث الأنظمة ... وتطوير استراتيجيات الهياكل الإدارية).

a.  التحديث الرقمي Digital Modernization

b.  التحول الرقمي Digital Transformation

5)     ثقافة الابتكار Culture of Innovation

لهذا يتم مراعاة الموجهات والمحركات العالمية الناشئة عن استشراف المستقبل وملاءمتها مع مؤشرات التنافسية العالمية، والعديد من المحددات والتحديات التي تراها اللجنة المشكلة ضرورية لأهداف المدينة الذكية.


المرتكزات الخمس الرئيسية للتحول الرقمي

  1. المنافسة والمنافسين Competitors and Competition.
  2. العملاء والمستفيدين من حلول المدينة  Client -Customers
  3. البيانات المفتوحة والعملاقة (الضخمة) Open & Big Data
  4. تعزيز القيم المناسبة Values
  5. ثقافة الابتكار  Culture of Innovation

رغم ما تقدم من تصنيف وظيفي للمفهومين السابقين، التحديث الرقمي، و التحول الرقمي. إلا أن تطوير وتحسين التكنولوجيا واستخدامها ضمن أساليب وأدوات الإنتاج ثم التقييم الحديثة في المدن الذكية، يتم بما يتوافق مع متطلبات وعمليات كلا المفهومين، أي أن التطوير يأتي نتيجة للاعتماد على تحسين نظم التكنولوجيا الحديثة ومواكبة التقنيات والآليات التي تقوم بها المدينة.

 

لهذا تسعى حكومة/اللجنة المعنية بمهام العمل بالمدينة، إلى تحسين وتطوير النظم التكنولوجية، كما عليها أثناء تطويرها لتلك النظم التكنولوجية والآليات الرقمية، مواكبة الأحدث منها، والأكثر شهرة وفاعلية، حتى تستفيد المدينة منها في تنفيذ إجراءات المراجعة وعمليات التقييم، وإعادة التصحيح لزيادة جودة الأعمال وتحسين مؤشرات الأداء في النتائج النهائية التي تستهدفها المدينة في أعمالها وأهدافها (الخدمات والمعاملات الآنية وتحقيق أعلى معايير التنافسية العالمية).

  

عليه فإن دور الاعتماد على التكنولوجيا وتقنيات التقييم الحديثة، يبدأ بمراعاة العلاقة بين مفهومي التحديث الرقمي والتحول الرقمي من ناحية، ومعالجة تحديات الإدارة الرشيدة (حوكمة المؤسسات) والسياسات والمعاملات الحكومية، والممارسات الاقتصادية الذكية التي تتم على كافة معاملات الأعمال التجارية بالمدينة من الناحية الأخرى. 


حتى تحقق المدينة غاياتها وآمالها التي صاغتها في رؤيتها، بالتحول من مدينة حضرية تقليدية، إلى مدينة ذكية معتمدة عالمياً، تتمتع بتقديم خدمات سهلة ومعاملات ذات جودة عالية لمجتمع المدينة.


الشكل أدناه يمثل النموذج العام لخارطة طريق التحول إلى مدينة ذكية، وقد وضعت هذه الخارطة والتزمت بها في مؤلفي: حقيقة المدن الذكية – دبي الذكية أنموذجاً.  

الاعتماد على التكنولوجيا في المدن الذكية

نحن الآن بصدد مناقشة المبدأ الأول من المبادئ التوجيهية الثمانية، على أن ننتقل بعد الانتهاء من جميع المبادئ، إلى شرح المحاور والقضايا الثلاثة العامة، ثم الأهداف الثلاثة لأي مدينة ذكية في العالم.

الاعتماد على التكنولوجيا أساس المبادئ التوجيهية

لما كان ولايزال الاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وإدارة أساليب التقييم الحديثة، يُعتبران أمران رئيسيان لهما بالغ الأهمية، ومرتكزان ترتكز عليهما محركات وتوجهات استشراف المستقبل، فإن العناية بتطوير التقنيات ومواكبتها لتكنولوجيا المستقبل، ضرورة لاستدامة آليات المراجعة على مهام الأعمال الوظيفية، والفنية، مروراً بالتقييم ثم التطوير لكل ما يتم إنتاجه من خدمات ومعاملات إدارية في أي مدينة ذكية.    

 

وحتى نحقق هذه الاعتمادية، وتمكينها في وحدات عمل المدينة، علينا تعزيز دور التكنولوجيا الرقمية؛ من خلال الدعوة إلى تحسين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والدعوة في نفس الوقت، إلى تطوير وتحديث أنظمة التطبيقات البرمجية وتطبيق التحول الرقمي في مؤسسات المدينة الذكية.

 

أي أن تطوير المدينة، يتم بالاستعانة بأحدث النظم التكنولوجية، للاستفادة منها في صياغة وإدارة الهياكل التنظيمية والوظيفية، وتجاه تطوير آليات المعايرة المعتمدة بالمدينة، على أن نستفيد في ذلك من تحقيق؛ الشفافية، وباقي خصائص الحوكمة، التي يتم توفيرها عادة بمؤسسات وقطاعات المدينة الذكية.


تُعتبر التكنولوجيا أحد أهم الآليات والوسائل المستخدمة في تحسين عمليات إدارة الجودة الشاملة وإجراء عمليات المراجعة فالتقييم في جميع مهام الأعمال المؤسسية بالمدينة الذكية، لهذا يتم اعتماداً على النظم التكنولوجية المتكاملة.

 

حيث يتطلب العديد من تلك الأدوات والآليات المستخدمة في قياس مؤشرات ومعايير النتائج النهائية، ضرورة التعامل مع التكنولوجيا ونظم التقنيات الحديثة، مع إجراء الدراسات المتعلقة بالبيانات الحجمية ونظم تحليل القراءات الإحصائية، في ظل منظومة فاعلة لتحول الرقمي. 


فإذا ما نظرنا إلى المكونات الرئيسية التي يمكن الاعتماد عليها، وتساهم في جعل خدمات المدينة ذكية، بالإضافة إلى تحسين وتطوير التكنولوجيا وأنظمة التقنيات التي يتم الاستعانة بها في عمليات المراجعة والتقييم، نجد العديد من الأبعاد الضرورية التي يجب الاهتمام بها، هي ما سنذكرها في مقال اليوم، وهو المبدأ الرابع من المبادئ التوجيهية الثمانية الأساسية: الاعتماد على التكنولوجيا وتقنيات التقييم الحديثة، من خلال التركيز على المحاور التالية: -

أولاً: الفلسفة الإدارية الحديثة المبنية على منظومة التحول الرقمي
ثانياً: توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات
ثالثاً: تطوير الأنظمة والبرمجيات التطبيقية وفقاً لمتطلبات التحديث الرقمي
رابعاً: تبني منظومة متكاملة لتقييم مؤشرات الأداء.
خامساً: مراعاة العلاقة بين التقنيات الحديثة ومتطلبات التحول الرقمي

    أولاً: الفلسفة الإدارية الحديثة المبنية على منظومة التحول الرقمي

يجب مراعاة الفلسفة الإدارية الحديثة المبنية على منظومة "التحول الرقمي Digital Transformation في جميع مؤسسات المدينة الذكية، وذلك عند تبني وتطبيق مفهوم الفلسفة للأسباب التالية: -

  1. مراعاة جملة من الممارسات الموجهة نحو الخدمة (Service-Oriented)، والتي استحدثتها أخيراً الإدارة الرشيدة (حوكمة المؤسسات)،
  2. الحاجة الدائمة إلى تطوير ومواكبة استراتيجيات هياكل العمل الإدارية والتقنية (Digital Business Strategies)
  3. تبني وتطبيق التحول الرقمي من أجل التحول من المنتجات مروراً بإدارة الخدمات إلى إدارة مفهوم الحلول الحديث، from Products to Solutions)،
  4. إنتاج وتقديم الخدمات الذكية والحلول، يتم بناءً على المفهوم الحديث الذي يتم الإشارة إليه بالمعمارية الموجهة بالخدمات Service-Oriented Architecture-SOA
  5. الاستعانة بأحدث هياكل ومعايير الأنظمة المعتمدة في مجال علوم البيانات والاحصاء.     

كما يجب على إدارة المدينة الذكية تبني مفاهيم وهياكل الإدارة الحديثة، والاهتمام بها نحو ترسيخ مرتكزات التحول الرقمي  Digital Transformation، الخمس، وتطبيقها في أكثر المؤسسات حيوية بالمدينة.

 

وذلك بعد تبني وتطبيق المبادئ التوجيهية السابقة مباشرة، لأن نجاح تطبيق التحول الرقمي بمؤسسات المدينة، سيساهم بشكل فاعل في الانتقال من الاستراتيجيات التقليدية الموجهة نحو المنتج (Products) إلى خدمة مجتمع المنتج، بإنتاج الخدمات وتقديم الحلول.

 

بمعنى آخر، أن التحول الرقمي، عند نجاح تطبيقه، يساهم في التحول من المعماريات الهيكلية الموجهة نحو إدارة أنشطة العمليات (Processes)، إلى المعماريات الموجهة نحو تقديم القيمة في صورة خدمات (Services) أو حلول (Solutions).

 

لهذا، تعمل المدن الذكية على توليد ودراسة كميات هائلة من البيانات، وتفسيرها بأنظمة التحليل المتاحة، إن لم يتم ذكرها أثناء استشراف مستقبل المدينة وآلياته الخمس عشرة بدقة عالية، يجب أن تقوم اللجنة المعنية بصياغة أهداف ترجمتها بالاستعانة بالآليات الخمس عشرة أداة لاستشراف المستقبل، في الاستفادة منها في اتخاذ القرارات وفي تصميم أحدث هياكل ومعايير الأنظمة وأنماط ونماذج العمل المعتمدة.

 

ثم الاستعانة بعلوم البيانات، والإحصاء، وأحدث التقنيات المستخدمة في التقييم والمفاضلة والمقارنة بين عناصر المقارنة والتفاضل، والتي تُعد بمثابة نتائج لمؤشرات القياس والمعايرة، للاستفادة منها في تطوير وتحديث الأنظمة والتطبيقات، التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وتقنيات علم البيانات الأخرى لتحليل الاتجاهات والأنماط والسلوكيات والتنبؤ بها.Service Oriented Architecture-SOA).


ثانياً: توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

من أولى أولويات الحكومة/اللجنة المعنية بعمليات التحويل من مدينة حضرية إلى مدينة ذكية تتمتع بخصائص خدمات ومعاملات المدن الذكية العالمية، توفيرها لبنية تحتية فاعلة وموثوقة، تدير من خلالها مرافق وأصول المدينة، وخاصة تلك المتعلقة بوحدات عمل تكنولوجيا/تقنيات المعلومات والاتصالات بالمؤسسات، حيث يُعتبر تحسينها، أمراً ضروريًا لتطوير قطاع التكنولوجيا بالمدينة الذكية.

 

لهذا تعمل الجهات ذات الشأن بالمدينة، على توفير وتطوير مرافق البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمدينة الذكية؛ والذي يتم من خلال تحسين مرافق وحدات عملها، والمتمثلة في مُنشأتها من المباني ونظم التبريد، والتهوية، بالإضافة إلى تحسين أصولها من الأجهزة والموارد والتطبيقات البرمجية المملوكة لها، وباقي أنظمتها التقنية التي تديرها من على وسائط التخزين السحابية عبر الإنترنت.

 

على أن تكون عقودها سليمة وصالحة وآمنة من الاختراقات، هذا إلى القدرات التي تتمتع بها بين مواردها البشرية العاملة، مع تعزيز متطلبات الترابط والشراكة بين مختلف مؤسساتها، لتحقيق عامل التكامل بحيث تعمل جميعها في تناغم وتجانس فيما بينها، وأن يتم بسهولة إجراء الاتصالات والتواصل وتعزيز التمكين بين أنظمة وتطبيقات المدينة.

 

وعليها، توفير المناسب من البنية التحتية في المرافق العامة، كما في المؤسسات والقطاعات؛ الصحية والاجتماعية والترفيهية، والتجارية، والسياحية، حتى تتمكن وحدات عمل تكنولوجيا/تقنيات المعلومات والاتصالات بالاتصال فيما بينها وبين المؤسسات والقطاعات الأخرى، في علاقات تشاركية متبادلة ومفيدة لجميع أصحاب المصلحة المعنيين بالمدينة.

  

من الناحية الأولى: مدى جاهزية المؤسسات والقطاعات للخدمات التكنولوجية والمعلوماتية/الرقمية التي توفرها لها وحدات عمل التقانة المعلوماتية، كمتطلبات سلسلة الكُتل المستدامة والخدمات المبتكرة والمناولة الآمنة.

 

من الناحية الثانية: مدى الاستفادة التي تلقاها القطاعات من الخدمات الرقمية، أو من تطوير   القطاعات الحيوية، كمواكبة نظم قطاع النقل والمرور، والمنظومة الأمنية والشرطية، وإدارة الطاقة، والمياه، والكهرباء.

 

كما أن هناك علاقات تشاركية أخرى يجب أن يستفيد منها المحورين الأول والثاني بنفس قدر المنافع المتبادلة، من جراء الاعتماد على التكنولوجيا وأنظمة التقنيات الحديثة؛ وذلك عندما يتسبب كلا المحورين من تطوير وتحسين البنية التحتية الخاصة بتقنياتها الرقمية، وجاهزة للاستفادة منها  في جميع وحدات ومؤسسات وقطاعات المدينة الذكية، أي أثناء تقديم الخدمات والمعاملات أو أثناء استخدامها في شكل منافع متبادلة.


ثالثاً: تطوير الأنظمة والبرمجيات التطبيقية وفقاً لمتطلبات التحديث الرقمي.

يُعد توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من قبل حكومة المدينة أو اللجنة المعنية بها؛ تطويراً لأنظمة البرمجيات التطبيقية، والذي يتم وفقًا لمتطلبات التحديث الرقمي والتحول الرقمي بمؤسسات المدينة. حيث يُعتبران معاً، جانباً أساسياً مهماً قبل الشروع في بناء أي مدينة ذكية. ومرتكزاً ترتكز عليهما معالجة جميع أنشطة عمليات والإجراءات التي تتم بالمدينة.

 

لهذا يجب على الجهة المعنية، العمل على مراعاة أن تكون الأنظمة الرقمية والتطبيقات البرمجية الفاعلة بالمدينة، وخاصة تجاه تبني وتطبيق مفاهيم التحول الرقمي بالمؤسسات، سهلة في الاستخدام، ويمكن الوصول إليها من قبل الجميع،

 

بغض النظر عن عمر أو جنس المستفيدين من جمهور المدينة أو حالتهم الاجتماعية. يجب أن تكون أنظمة التطبيقات المستخدمة قادرة على التكامل مع الأنظمة الأخرى، بل ويتم تقديمها من خلال وسائط التخزين السحابية، لتمكين عمليات التشغيل السلس والتفاعل مع الخدمات والمعاملات الإدارية.

 

بالإضافة إلى تحسين شبكة الإنترنت، بالاستفادة من السرعات القصوى لشبكات الجيل الخامس، ومجاراة أنظمة التطبيقات البرمجية الحديثة، حتى يتم تحسين وتطوير التقنيات الإدارية وأجهزة الاتصالات، التي سنستعين عليها، لتحقيق عامل التمكن والمستفيدين، وتواصلهم بموارد الدينة الرقمية، والقدرة على استخدام: -

  • تقنيات سلسلة الكُتل، لتطوير وتحسين سلاسل الإمداد للمدينة، ومواكبة التجارة العالمية.
  • إنترنت الأشياء وإنترنت الأهداف، للاستفادة منها في الأمن والسلامة العامة، وفي متطلبات إدارة المركبات ذاتية القيادة بالمدينة.
  • متطلبات الترابط والشراكة بين مؤسسات المدينة وجمهور المدينة، لتعزيز تكامل وتمكين الأنظمة والتطبيقات المختلفة وحلات التآلف مع المستفيدين من خدمات ومعاملات المدينة
  • معالجة البيانات في الوقت الفعلي، للاستفادة منها في صنع القرارات وتطوير السياسات.

الاعتماد على التكنولوجيا في المدن الذكية

رابعاً: تبني منظومة متكاملة لتقييم مؤشرات الأداء

لانتقال بنجاح من مفهوم الخدمات إلى مفهوم الحلول، وهو ما يهدف إليه معظم مؤسسات المدينة الذكية حالياً، تقوم حكومة المدينة/اللجنة المعنية، بتعزيز عمليات البيع بناءً على مفاهيم القيمة المضافة (Added Value) أو القيمة الموجهة للاستخدام أو الأداء (e.g. Selling either usage or performance)، وهو ما يعني ويهدف في نفس الوقت، مراعاة تعزيز دور العملاء، من حيث رضاهم واستحسانهم وسعادتهم تجاه باقة المنتجات والخدمات والحلول المقدمة لهم.


عندئذٍ فقط، يحدث انتقال مؤسسات المدينة من المدينة الحضرية إلى المدينة الذكية، محققين متطلبات البقاء والتنافس، والريادة والتميز، وبالتالي تعزيز مساهمتها في مؤشرات التنافسية العالمية، ولا يتأتى ذلك إلا عندما يكون الاعتماد على التقنيات الحديثة هو الشغل الشاغل على مستوى حكومات الدول وإدارة المدن والمجتمعات الذكية.

 

لهذا أصبح التحول الرقمي يشكل توجهاً عالمياً يسبق تحقيق المعايير التنافسية العالمية، حيث يتم من خلاله تحقيق متطلبات الانتقال من مفهوم المنتجات إلى مفهوم الحلول، وتحدث بسببه تغييرات أساسية في هيكل وثقافة وكفاءة أداء المؤسسات والشركات، لتصبح مدارة بمفاهيم استراتيجيات الأعمال التجارية، وممارسات الاقتصاديات الذكية.

 

 كما أن الغاية من تبني مثل هذه الممارسات المعتمدة لهياكل وأنماط العمل الإدارية؛ هي تطبيق المعايير القياسية حال إجراء القياسات لتقييم ومعايرة النتائج النهائية المستهدفة ومؤشرات أداء لأنشطة عمليات التشغيل وإدارة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع الاستفادة منها في مراقبة  وإدارة الخدمات ومراجعتها بالوسائل المناسبة للمعايرة، كما في حالة وسائل النقل والمواصلات وأنظمة المراقبة والتحكم لسرعات القيادة على الطرقات

 

المختلفة وتطبيق خدمات نظم الخرائط العالمية والدولية وأنظمة الملاحة البحرية والمساحية والبيئية وتحديثها من قبل مختلف أنواع المؤسسات والكيانات بناء على أحدث التقنيات المعتمدة عالمياً؛ وتطويرها من خلال المجالات التالية: -

  •   التخزين متعدد الطبقات أو المستويات Cloud Multi-level storage
  • الحوسبة السحابية  Cloud Computing 
  •  أنظمة المحاكاة الإلكترونية - ذات الأبعاد الثلاثية  Simulation Methods
  •  نفسها لتشكل بالإضافة إلى نظم قواعد البيانات والبرامج التطبيقية وواجهاتها الحوكمة الذكية Smart Governance 
  • أدوات وآليات ثقافة مؤسسية ولغة مشتركة تستخدم عند التخاطب والتداول المعرفي والإداري.

أي أن تبني وتطبيق أحدث النظم الإدارية وهياكل الممارسات العامة، يتم لاعتبارات عديدة منها تعزيز العلاقة بينها وبين التقنيات الحديثة، حتى تصبح أدواتها وآلياتها فاعلة، تتمكن المدينة بها من عرضها ونشرها عبر مؤسساتها.

 

وقد تطالب المدينة بها لتعزيز عوامل الجودة الشاملة والتطوير أو لتحقق التميز في منتجاتها للوصول بخدمات وأنشطة عملياتها إلى تحقيق خدمات ذكية، ذات جودة عالية ملموسة، أو استخدامها أثناء إنتاج ومعالجة وتقديم معاملات ذات كفاءة عالية، تتميز في خصائصها لتتفق مع خدمات المدن الذكية.

 

كما يجب ألا ننسى هنا؛ حقيقة مفادها علاقاتها المترابطة والمتداخلة فيما بينها وممارساتها المتوازنة مع الحد الأدنى من متطلبات بيئات العالم الحقيقي وأعلى مستويات المحاكاة التخيلية الموزعة في صورة بيانات ومعلومات افتراضية عبر خادمات تقليدية أو سحابية، وفضائيات رقمية معززة بخصائص شبكات الحوسبة السحابية العالمية، حتى تتمكن المدينة الذكية من تبني منظومة متكاملة لتقييم مؤشرات الأداء.

الاعتماد على التكنولوجيا في المدن الذكية

خامساً: مراعاة العلاقة بين التقنيات الحديثة ومتطلبات التحول الرقمي.

في الختام، يمكننا الإقرار بأن الاعتماد على التكنولوجيا وتقنيات التقييم الحديثة، يؤدي إلى ضرورة مراعاة العلاقة بين التقنيات الحديثة ومتطلبات التحول الرقمي، حيث، تُعد هذه العلاقة، أمراً ضرورياً وحيوياً، يجب القيام به في جميع أنشطة العمليات والإجراءات التي تتم بالمدينة الذكية.

 

وذلك بالموازنة بين مختلف أطراف هذه العلاقة، ومن ثم الاستفادة من التكنولوجيا وأنظمة التقنيات في عمليات إدارة الجودة الشاملة، واثناء إجراء عمليات المعايرة والمفاضلة والتقييم، من أجل تحسين الخدمات والمعاملات بالمدينة.

 

ومتطلبات الموازنة هذه، تتم من خلال شروط تشمل مواكبة أنظمة النقل المستدامة والمبتكرة والتعامل الآمن. لتحقيق الحد الأعلى من مؤشرات الأداء الفردية حال تحسين قدرات الموارد البشرية، وعند تحسين مؤشرات الأداء الرئيسية، لتطوير وتحديث المؤسسات والقطاعات الحيوية في المدن الذكية.

 

كما أن التقنيات التي تستخدمها أصحاب المصلحة يجب أن تكون متوافقة مع احتياجات ومتطلبات مجتمع المدينة، وأن تكون مستدامة وصديقة للبيئة.


التوصيات

تعتمد المدن الذكية على الموارد من التكنولوجيا والمرافق المادية المهيئة وأساليب حديثة لإجراء المراجعات والتقييم، لتطوير الخدمات والمعاملات سهلة ومستدامة في خصائصها، وتعزيز ومعالجة متطلبات الشراكة بين مختلف المؤسسات والقطاعات بصورة عامة.


حيث تعتبر العلاقة بين التقنيات الحديثة ومتطلبات التحول الرقمي ضرورية لبناء مدن ذكية ناجحة، من خلال النهج الإداري والاستثمار الصحيحين، حتى تتمكن المدينة الذكية لإدارة النمو الحضري وتحسين نوعية الحياة للمواطنين والمقيمين فيها:


  • توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
  • تطوير أنظمة وبرامج التطبيقات بما يتوافق مع متطلبات التحديث الرقمي. 
  • يجب الحذر من الاضطراب الرقمي.
  • تطبيق سليم لوسائل تحقيق الجودة الشاملة، وتعزيز النهج الإداري بالمؤسسات.
  • ترسيخ مبدأ الإدارة الرشيدة، للحوكمة الرأسية والأفقية بالمؤسسات والشركات.
  • استخدام أحدث هياكل النظم الإدارية والمعايير المعتمدة في مجال علوم البيانات والإحصاء.
  • تبني وتطبيق مفهوم التحول الرقمي بمؤسسات وهيئات المدينة.
  • اعتماد نظام متكامل لتقييم مؤشرات الأداء، والالتزام بها عند اتخاذ القرارات.
  • تعزيز العلاقات الترابطية الصحيحة والتشابكية والشراكات الفاعلة بين قطاعات المدينة المختلفة. 

تقبلوا عاطر التحايا والتقدير
المستشار الهندسي/ خالد موسى إدريس

+971507363958

Khalid Moussa idris

مقالات ومحاضرات ودورات وورش عمل. م. خالد إدريس: تعزيز المحتوى العربي في مجال التقانة المعلوماتية، أفضل الممارسات العامة، المدن الذكية، استشراف المستقبل، التحول الرقمي، سلسلة الكُتل، ريادة المشاريع، مؤشرات التنافسية العالمية، مكتبة البنية التحتية، وعالم الميتافيرس..

إرسال تعليق

يمكنك التعليق على المحتوى وإبداء رأيك بكل صراحة، ومشاركة مواضيع المدونة مع الآخرين، دعونا نشجع شبابنا على الابتكار والإبداع في حياتهم العملية.

أحدث أقدم

فرصة لا تُعوض

نموذج الاتصال