ما هي المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي؟

ما هي المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي؟

ما هو مفهوم التحول الرقمي؟

يُعد التحول الرقمي منظومة إدارية معاصرة، لإدارة مجموعة التدفق في ممارسات الأعمال بالمؤسسات العامة والخاصة، وقد أشتهر بشكل كبير حديثاً، لكونه تحولاً في استراتيجيات الأعمال والأنماط التنظيمية التي تدار بها وحدات العمل المؤسسية، أكثر من التغيير أو التحديث في الممارسات المتعلقة بأنشطة العمليات والإجراءات اليومية. 

المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي
ما هي المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي؟


ذهب البعض إلى تعريفه، بأنه عملية تحول المؤسسات والمنظمات والشركات من استخدام التكنولوجيا التقليدية إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية بشكل أساسي، قد لا أتفق مع هذا التعريف بشكل كامل، وذلك لأن للتحول الرقمي خمس مُرتكزات، ليست التكنولوجيا إحدى هذه المُرتكزات، وإن كانت النظم التكنولوجية والتقنيات الرقمية تمثل منصة الانطلاق الأساسية التي تعتمد عليها مرتكزات التحول.

ما هو تعريف التحول الرقمي الذي أعتمده؟

منظومة متكاملة من الممارسات الإدارية تستهدفه المؤسسات والشركات في إطار تطوير هياكل العمل الإدارية والتقنية بها، بعد أن يتم صياغة مرتكزات التحول الرقمي، ضمن خطط استراتيجية طويلة المدى، لتتخذها إدارة المؤسسة على تمكين مفهوم الابتكار (INNOVATION) بالتعاون مع مختلف وحدات العمل الإدارية التابعة لها، أي بناءً على القدرة على تحليل البيانات المتاحة (DATA)، مع مراعاة خبرات ومتطلبات العملاء (CUSTOMERS)، وفق تحديات البقاء على التنافس (COMPETITION)، مع القدرة على الاستدامة في تحقيق القيمة (VALUE)،

 

إذن، يساهم التحول الرقمي في تحقيق عوامل التميز والريادة للمؤسسات، أثناء أداء المنتجات وتقديم الخدمات، من خلال تحسين وتطوير مؤشرات الأداء الفردية (PPIs) التي تتم على تعزيز كفاءة العاملين، وتحسين أنشطة العمليات الفنية والخدمات الإدارية التي يقومون بها؛ سبيلاً إلى تحقيق أعلى مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) وإبرازها ضمن معايير النتائج النهائية المستهدفة في الأعمال المؤسسية.

وذلك استناداً على الكفايات (الكفاءة) التشغيلية والهيكلية التنظيمية والوظيفية، واستغلال أحدث النظم والتقنيات المعاصرة في تقديم أفضل حلول الخدمات والتطبيقات الذكية؛ عبر مواقع الإنترنت (والهواتف الذكية). للاستحواذ على أعلى مستويات الرضا والاستحسان والسمعة الطيبة لدى العملاء وبالتالي المساهمة الفاعلة للوحدة المؤسسية في التنافسية العالمية.



مجالات التحول الرقمي Areas of digital transformation

يؤثر التحول الرقمي في عدة مرتكزات حيوية، هي التي تُشكل منها المجالات الأساسية على كيفية عمل المؤسسات والشركات وتفاعلها في البيئة المحيطة بها، أي تجاه إدارة الشراكات مع الجهات المنافسة، والتعامل مع العملاء، بناءً على مدى اضطلاعها على تحليل البيانات الضخمة واتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب.

بالإضافة إلى قدرتها على زيادة عامل القيمة في منتجاتها وخدماتها، من أجل تعزيز إيراداتها، وأخيراً تعظيم مسرعات الابتكار باعتباره أمراً حيوياً وضرورياً لتحقيق أعلى مستويات النجاح والتميز في العصر الحديث، تشمل مجالات التحول الرقمي الرئيسية خمسة مرتكزات أساسية، هي التي أفردنا لها مؤلفنا "التحول الرقمي" وسنتحدث عنها في هذا المقال.

أولاً: تأثيره على العمليات التجارية بإتاحة التقنيات الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة وإنترنت الأشياء، حيث تساهم جميعاً في تبسيط العمليات وتقليل أوجه القصور وتحسين الإنتاجية.

ثانياً: تأثيره على تجربة العملاء، من خلال القنوات والبوابات الرقمية مثل الويب وتطبيقات الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للمؤسسات توفير تجارب شاملة ومخصصة وسلسة لإشراك العملاء بشكل أفضل.

ثالثاً: تأثيره على عمليات تحليل البيانات والقراءات الإحصائية وتحليل الاستبيانات، وعن ذلك نجد أن بالتحول الرقمي يمكننا توفير جمع بيانات العملاء والبيانات التشغيلية وتحليلها باستخدام أدوات تحليل البيانات الضخمة، وعلى ضوء هذه القراءات تحديد الرؤية المناسبة لتحفيز الابتكار واتخاذ قرارات أفضل.

رابعاً: تأثيره في الثقافة التنظيمية، حيث يتطلب التحول الرقمي ثقافة عمل مفتوحة لحدوث عمليات التغيير والابتكار والتعاون المتبادل، من المعروف أن تعزيز الثقافة المؤسسية يحتاج إلى المهارات والعقليات الرقمية الجديدة.

خامساً: تأثيره على هياكل ونماذج الأعمال والمنتجات/الخدمات، والذي يُشكل الهدف الرئيسي من تبني وتطبيق التحول الرقمي بالمؤسسات والشركات.

باختصار، نجد أن التحول في إستراتيجية الأعمال الصحيحة، يمكن أن تساعد المؤسسة في الاستفادة القصوى من القدرات الرقمية في تقديم نماذج لمصادر إيرادات جديدة، مثل الاشتراكات، والحصول على قيمة أكبر من المنتجات المادية، أو تقديم عروض رقمية مبتكرة، وذلك من خلال: -

  • اعتماد التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة.
  • تحويل البيانات والمعلومات التقليدية إلى رقمية بحيث تصبح سهلة الوصول والمشاركة والتحليل.
  • إعادة تصميم العمليات التشغيلية ونماذج الأعمال للاستفادة من التقنيات الرقمية في زيادة الكفاءة وتقديم خدمات أفضل.
  • تغيير ثقافة العمل داخل المؤسسات العامة والشركات لتصبح أكثر مرونة وابتكاراً وقابلية للتكيف.
  • إتاحة القنوات الرقمية لتفاعل العملاء وتلبية احتياجاتهم بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

وهكذا نجد أن التحول الرقمي أصبح يمثل ثورة حقيقية في طريقة عمل المؤسسات والشركات ،عند تقديمها للمنتجات والخدمات الإدارية، وأيضاً الحلول لمواكبة التطور التكنولوجي ومتطلبات العصر.

ما هي المراحل التي تسبق مرحلة التحول الرقمي؟

قبل الحديث عن المراحل التي تسبق تبني وتطبيق عمليات التحول، علينا الإقرار بأن التحول الرقمي بات يشكل توجهاً عالمياً، يتطلب تغييرات أساسية في ثقافة وقيم وكفاءة أداء المؤسسات والشركات، وتجهيز جدارتها نحو المساهمة الفاعلة في تحقيق مؤشرات التنافسية العالمية. باعتبار التحول في هذه الحالة أحدث منظومة عمل في الإدارة الحديثة، يتطلب تحولاً في استراتيجيات الإعمال الإدارية المتكاملة من اساسها.

على اعتبار إن التحول في استراتيجيات الأعمال في مؤسساتنا وشركاتنا، يعني تحقيق تغييراً ملموساً في العمليات الإدارية، وتحول تلك العمليات من أجل التحسين والتطوير.

  1. في جانبها الأول؛ من صورتها التناظرية إلى صورتها الرقمية المبنية على نظم التقنيات والتكنولوجيا المتاحة، 
  2. وفي جانبها الثاني؛ إدارتها والتحكم فيها والاستفادة منها في تحديد الأنماط والاتجاهات المتعلقة بمواكبة استشراف المستقبل، والتي ستؤدي بنا في النهاية إلى تحقيق التحول الرقمي بالمؤسسة/الشركة بنجاح. 

لتوضيح المحطات الرئيسية لرحلة التحول الرقمي، دعونا أولاً أن نتناول بالشرح، مصطلح "الرقمنة" "Digitization" and "digitalization" ، الذي يتم تداوله وذكره كثيراً هذه الايام، وقد استحوذ على أسماعنا وأخترق مفردات أحاديثنا اليومية، كما يتم الإشارة إليه كثيراً في اللقاءات التي تجرى بالقنوات الفضائية المشاهدة والإذاعات المسموعة ووسائل الاعلام والصحف المقروءة وعبر جميع وسائط التواصل الاجتماعي من حولنا.    

يوجد مصطلحان معاصران يحملان نفس المعنى عند ترجمتهما إلى اللغة العربية، وإن اختلفا، اختلافاً طفيفاً في وظيفتيهما، وهما مفهومان أكثر ما يُستخدمان ويتم تداولهما في سياق طريقنا نحو تبني وتطبيق نظم التحول الرقمي في مؤسساتنا وشركاتنا.

سوف أتحدث عن المقاصد الوظيفية لمفهومي "الرقمنة" في ظل المراحل الثلاثة المتعاقبة لتحقيق التحول الرقمي.، والتي تبدأ بالمرحلة التجهيزية Digitization، وهي المرحلة الأولى التي يتم فيها أرشفة المواد إلكترونياً، من خلال نظم إدارة الوثائق الإلكترونية، ثم مرحلة التحديث أو التطوير الرقمي Digital Modernization-DM التي تضم عمليات الرقمنة Digitalization ضمن خصائص العمليات الخمس الرئيسية التي تنفرد بها او تتشكل منها هذه المرحلة، لينتهي الطريق أخيراً مع المرحلة الثالثة والأخيرة: التحول الرقمي DIGITAL Transformation-DX

المحطات الرئيسية لرحلة التحول الرقمي

المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي

المتطلبات الوظيفية الرئيسية لرحلتنا نحو التحول الرقمي

توفير بعض أهم المتطلبات الضرورية التي تساهم في تجهيز بيئات العمل، وتضم العديد من المفاهيم والمصطلحات التي تمليها علينا مرحلة تبني رحلة التحول، التي تأتي قبل المرحلة الأولى؛ مرحلة تجهيز الموارد وتهيئة الأصول، أي بناءً على اتخاذ قرار التحول من قبل الإدارة العليا أو اللجنة المشكله لهذا الغرض.

  1. التحديد Identify
  2. الرقمنة Digitize
  3. التخزين Store
  4. أتمتة المهام الوظيفية Automate tasks
  5. الانفتاح، والانطلاق (الغاء القفل) Unlock

بعد انتهائنا من هذه العمليات الوظيفية الخمسة (شرح وافي أكثر في الكتاب)، نكون قد حققنا التحكم في البيانات الرئيسية وتفسيرها والاستفادة منها في تحديد الأنماط والاتجاهات، وهي ما ستؤدي بنا بعد المرحلتين التاليتين إلى تحقيق التحول الرقمي بالمؤسسة/الشركة بنجاح.

المرحلة الأولى: تجهيز وتهيئة الأصول 


المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي

تبدأ المرحلة الأولى في هذا الطريق مع اللحظة التي نفكر فيها بتجهيز الموارد الأولية، أو نعبر فيها عن العمليات والأنظمة والفعاليات التي ستقوم بتحويل الأشياء من المواد والأدوات المادية إلى بيانات ومعلومات رقمية مفيدة لمنظومة التحول الرقمي في نهاية الطريق.

تقوم هذه المرحلة بتحويل الموارد والخامات الأولية (البيانات) من صورة أولية إلى صور أخرى مختلفة في بعض خصائصها أو من هيئة إلى هيئة أخرى يمكن التحكم بها بوسائل رقمية مختلفة، وهي في نفس الوقت، ما يمكن التعامل معها في المراحل اللاحقة في هذا الطريق.

حيث يتم إجراء التحويل من خلال عمليات المسح الضوئي، التي تُستخدم فيها بعض أنواع الماسحات الضوئية؛ لمسح المستندات المادية ضوئياً لينتج عن عمليات المسح إنشاء نسخ رقمية، أو تحويل تسجيلات الصوت أو الفيديو التناظرية إلى تنسيقات رقمية. حيث يتم الاستعانة عادة بالعديد من أنواع الماسحات الضوئية، المتاحة اليوم، مثل: -

  1. الماسحات الضوئية المحمولة. تتيح التحويل السريع للمواد المطبوعة إلى صيغ رقمية، عادةً ما تكون هذه الأدوات محمولة وخفيفة الوزن، أو عبارة عن تطبيق على الهواتف المحمولة.
  2. الماسحات المكتبية، تقوم بتحويل المستندات المادية إلى ملفات رقمية بصيغة .jpeg أو .PDF
  3. ماسحات الإنتاج، وهي الماسحات الضوئية للمستندات مقاس A4 أو A3 ذات سعة إنتاج يومية عالية.
  4. ماسحات ضوئية للصور، هي أنواع محددة لتصوير الأعمال الفنية والكتب التراثية حيث يتم مسحها ضوئياً، بدقة عالية وألوان دقيقة للغاية.
  5. الماسحات الضوئية للشيكات والعملات الورقية.
  6. الماسحات الضوئية للخرائط النادرة.

أي أن "الرقمنة" Digitization تأتي أولاً، للإشارة إلى المرحلة الأولى التي نبدأ بها طريقنا نحو التحول الرقمي، حيث يتم في هذه المرحلة تحويل المعلومات التناظرية، سواء كانت نصوصاً أو صوراً أو صوتاً في وسائط تخزين تناظرية...، إلى تنسيق رقمي، يمكن لأجهزة الحواسيب قراءته ومعالجته، حيث يطلق على عمليات هذه المرحلة بنظم إدارة الوثائق، أو نظم الأرشفة الإلكترونية، وتأتي معها عمليات الترقيم  Numbering بوضع علامة برقم أو رمزاً معيناً له دلالة في نظم الأرشفة الإلكترونية ومشاريع رقمنة المواد الأرشيفية Archiving Materials، ليتم الاستفادة من هذه التجهيزات في المرحلة الثانية من عمليات الرقمنة.

إذن يتم استخدام "الرقمنة" في المرحلة الأولى، للإشارة إلى مقاصدها الوظيفية ودورها تجاه أساسيات علم الأرشفة، والتي تقوم برقمنة المستندات والوثائق وتصنيفها واسترجاعها وعرضها عن طريق الماسحات الضوئية بشكل يضمن تواجدها مفهرسة، ومنتظمة ودقيقة، لتؤدي هذه العمليات إلى توفير الوقت والجهد اللازم لسهولة الاطلاع على المستندات، وحفظها من الضياع أو التلف، فضلاً عن إمكانية ضبط ومراقبة صلاحية الوثائق المعينة وفقاً لمستوى الصلاحيات التي توفرها المهام الوظيفية لهذه المرحلة.

المرحلة الثانية: تحديث وتطوير الأصول

المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي

تأتي المرحلة الثانية بعد المرحلة الأولى، لتشير هذه المرحلة إلى المقصد الثاني وهو Digitalization والذي تصدر خصائص وأنظمة مرحلة التحديث/التطوير الرقمي.

أي أن هذه المرحلة هي المرحلة المعنية بالتفاعل المادي مع المواد التي تم تنسيقها وأرشفتها في صورتها الرقمية المناسبة، لهذا سنجد خصائصها الخمس تُعبر عن مجموعة من العمليات والإجراءات، التي تقوم بها وحدات عمل التقانة المعلوماتية بمؤسساتنا وشركاتنا العامة والخاصة.

فالرقمنة في هذه المرحلة، عبارة عن مفهوم آخر، ذو دلالات أوسع، يتجاوز تحويل المواد التناظرية إلى معالجة العناصر بهيئتها الرقمية، أي أن هذه المرحلة تنطوي على استخدام التقنيات والعمليات الرقمية لتحسين وتحويل كيفية إدارة الأعمال. من خلال عمليات التغيير التي تجريها وحدات العمل الرقمية لخلق فرص جديدة. أكثر تعقيداً، وتهيئة هي ما ستدور حولها عمليات التحول الرقمي في المرحلة الثالثة.

تقوم هذه المرحلة على مبدأ الاستفادة من التقنيات الرقمية في تمكين عمليات التحول ومن ثم استثارة المنصات الرقمية المتاحة للتفاعل وفق المرتكزات الخمس التي تبنى عليها نظم التحول الرقمي تجاه التحول في استراتيجيات الأعمال.

لهذا فإن مفهوم "التحديث الرقمي Digital Modernization"، عبارة عن خمس خصائص، تبدأ بمفهوم "الرقمنة" Digitalization، لتعمل خصائص المرحلة وتدور جميعها، حول اتخاذ أدوات وآليات تحقق بها المؤسسة عامل التغيير والنمو في العمليات نفسها، وفي عناصر تحسين صورة أو جودة المنتجات والخدمات بتحسين أنشطة العمليات والإجراءات الداخلية، التي تقوم بها عادة وحدات عمل التقانة المعلوماتية (أقسام، شعب، مراكز، إدارات..) وذلك باعتبارها مرشدات أو موجهات رئيسة تقدم خدماتها منذ ظهور هذه الثورة الرابعة ومازالت مستمرة وإلى ما شاء الله، ومن ثم العمل على تطويرها ضمن هياكل عملياتها وإجراءاتها الإدارية المختلفة من آن لآخر.

إن خصائص التحديث الرقمي (Digital Modernization) تدور جميعها حول تحديث تقنيات رقمية محدودة. لهذا فهي لا ترقى إلى مفهوم التحول الرقمي، كما سنرى ذلك لاحقاً، في المرحلة الثالثة، ولكن رغم ذلك نجد أن أعمال الرقمنة المرتبطة بالتكنولوجيا في هذه المرحلة، تشكل منصة أو بنية تحتية أو قاعدة لتحديث العمليات الداخلية فقط، ليتم الاستفادة منها في تطوير خدمة من الخدمات المؤسسية، التي سيأتي ذكرها في المرحلة الثالثة. 

تعتبر الخصائص الخمس التالية، تحديثاً رقمياً محدوداً لجانب من أنشطة العمليات والإجراءات التي تتصدى لها عادة وحدات عمل تقنية/تكنولوجيا المعلومات، وهي مجرد عمليات للتحديث أو التطوير، لا ترقى إلى عمليات مفهوم التحول الرقمي (DX)، التي تنشدها وتسعى إليها المؤسسات العامة والخاصة، ذات النهج الإداري الأكثر نضوجاً وإدراكاً وتميزاً، على مواكبة مثل هذه التقنيات وأنظمة الهياكل الإدارية. أي بقدر درايتها بأهميته وضرورة الإلمام والعمل بمرتكزاتها الأساسية بشكل استباقي، بل والعمل عليها بشكل جيد يساهم في تطوير استراتيجيات أعمالها المؤسسية.

ما هي المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي؟

الرقمنة DIGITALIZATION

 

مصطلح تقني بحت، يعني بعمليات تحويل البيانات إلى تنسيق رقمي بلغة النظام الثنائي BiTs Binary Digits-، حيث يتم تحويل البيانات وتنظيمها في شكل معلومات باستخدام لغات الأجهزة (Machine Languages)، ليمكن قراءتها والتفاعل معها أو معالجتها بالأجهزة الرقمية المناسبة.

 

التعبئة MOBILIZATION


تم استخدام هذا المصطلح في المجال الإداري/التقني حديثاً، بعد أن كان متداولاً منذ فترة طويلة ومازال في المجال العسكري، أي أنه في الأصل مصطلح أو مفهوم أقرب للمجال العسكري، يتم الاستعانة به في الاستراتيجيات العسكرية الضرورية. عندما تقوم الدول أو حكوماتها أو قواتها العسكرية؛ بإعداد وتنظيم القوات (فرق العمل والمجموعات) لتنفيذ بعض المهام الوظيفية والخدمات الفعلية ذات التأثير الملموس على أرض الواقع.

 

كما في حالة التعبئة الخلفية أثناء المعارك، لتباشر تلك القوات تنفيذ المهام الموكلة إليها، من خلال عمليات تجميع وتجهيز الإمدادات وتفعيلها أو تناولها في صورة معينات ثانوية، أي أنها تعمل على تصنيع شيء متحرك أو قادر على الحركة والتأثير الملموس من ضمن الموارد المتاحة لديها.

 

من هنا جاء استخدام هذا المصطلح ليفرض نفسه في مجال التقانة المعلوماتية، حتى بات يُستخدم للتعبير عن تحديث أو تطوير أنشطة العمليات والإجراءات اليومية وتحسين أنظمة الخدمات الذكية. كأحد صور التحديث/التطوير الرقمي.

  

التعزيز بالزيادة AUGMENTATION

 

تعزيز أنشطة العمليات والإجراءات بالزيادة في الخصائص والمميزات (الحجم، أو الكمية، أو النوعية، أو تقليل زمن تقديم الخدمة، أو تحسين مناولتها مع الآخرين). كما في مجال تطوير التطبيقات البرمجية والتفاعل مع مواقع الإنترنت، وإجراء المعالجات عبر وسائط التخزين السحابي.  

إزالة الوسطاء DISINTERMEDIATION

 

الحد من استخدام الوسطاء في سلسلة التوريد مثلاً، أو "الاستغناء كلياً من الوسطاء" في أنشطة العمليات والمعاملات الإدارية أو التجارية، كالاكتفاء بنماذج الاستبيانات من على مواقع الإنترنت...الاستعانة بمفاهيم تقنية سلسلة الكتل (BlockChain) واستخدام الطائرات المسيرة ذاتياً. بينما استخراج الشهادات وإصدار الجوازات ورخص السياقة إذا كانت غير مكتملة فهي مجرد خدمات رقمية، أما إذا كانت متضمنة لإجراءات الدفع الإلكتروني فتُعتبر في هذه الحالة خدمات ذكية بحق.

 

الأتمتة /التشغيل الآلي Automation


تنفيذ أنشطة العمليات والإجراءات المتعلقة بإنتاج ومعالجة وتقديم المنتجات والخدمات وتوصيلها أو مناولتها آلياً أو بأقل قدر من المساعدة أو التدخل البشري. وهي المنصة التقنية التي تنطلق منها أو عليها جميع نظم التقنيات الحديثة والتي استحوذت على وظائف العصر. كإنترنت الأشياء (Internet of (Things-IoT)، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات العصر.

المرحلة الثالثة: التحول الرقمي

  

المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي

مازال التحول إلى الأنظمة الرقمية يشكل تحدياً  للمؤسسات والشركات، وذلك  لمحدودية انتشار نماذج العمل الخاصة بمنظومة التحول الرقمي، وقلة الأنظمة التقنية المواكبة للتحول نحو الحلول الرقمية، أو تكلفتها العالية، لا سيما بالنسبة لقطاعات الأعمال الإدارية والخدمية والمالية في مؤسساتنا العامة،  أكثر بكثير عما نراه في القطاع الصناعي والشركات الخاصة.

لأن التحول يتطلب الانتقال من الاستراتيجيات التقليدية الموجهة نحو المنتج (Products) إلى خدمة مجتمع المنتج،  بمعنى التحول من المعمارية الهيكلية الموجهة نحو  إدارة أنشطة العمليات  (Processes) ، والتي تتم عادة، أثناء إنتاج وتصنيع المنتجات أو السلع  داخل المؤسسة؛  إلى  المعمارية الموجهة نحو  تقديم القيمة  في صورة خدمات (Services) أو عرضها باعتبارها حلولاً (Solutions) تراعي فيها المؤسسة/الشركة متطلبات المستخدمين والمستفيدين وخبراتهم وردود فعلهم باعتبارها خدمات موجهة (Service Oriented).

تلك هي الفلسفة الإدارية الحديثة، التي لم تنتبه إليها كثير من مؤسساتنا العامة والخاصة، ولم تجد لها قدرات بشرية مؤهلة وجاهزة بكفاءاتها لتحديات ماهية التحول الرقمي. والحيلولة دون تفاقم هذه التحديات، في غياب التشريعات والقوانين المواكبة للتغيرات العالمية، لينتج عن هذا التقصير غياب الوعي الكافي بأهمية التحول، أو باعتباره عملاً غير مفهوماً بشكل جيد لكثير من الجهات حتى الآن.

ذلك لأن دور "التحول الرقمي Digital Transformation)" يأتي لتبني المؤسسة جملة من الممارسات الموجهة نحو الخدمة (Service-Oriented) كما تقدم، والتي اُستحدثت مواكبة لمفاهيم الإدارة الرشيدة (حوكمة المؤسسات) ، والحاجة إلى تطوير استراتيجيات هياكل العمل الإدارية والتقنية (Digital Business Strategies)  ومحاولات التحول إلى إنتاج وتقديم الخدمات الذكية، بناءً على مفاهيم حديثة عرفت بمعمارية الخدمة الموجهة (Service-Oriented Architecture-SOA) . لإدارة جميع مراحل دورة حياة، إنتاج ومعالجة أو مناولة الخدمة مع العملاء، أو توصيلها للمستخدمين لها أو المستفيدين منها.

أي أن الانتقال بنجاح من مفهوم المنتجات إلى مفهوم الحلول (from Products to Solutions)، هو ما يهدف في نفس الوقت إلى تعزيز وتحسين عمليات البيع بناءً على مفاهيم القيمة المضافة (Added Value) أو القيمة الموجهة للاستخدام أو الأداء (e.g. Selling either usage or performance)، بما يعني مراعاة تعزيز دور العملاء، رضاهم واستحسانهم وسعادتهم تجاه المنتجات والخدمات المقدمة لهم.

لتحقق المؤسسات/الشركات متطلبات البقاء والتنافس، والريادة والتميز، وبالتالي تعزيز أهداف التنافسية العالمية على مستوى حكومات الدول وإدارة المدن والمجتمعات الذكية. لهذا أصبح التحول الرقمي يشكل توجهاً عالمياً، يتطلب تغييرات أساسية في هيكل وثقافة وكفاءة أداء المؤسسات والشركات.

بالمثل، يتم حصر مرتكزات التحول الرقمي في خمس عمليات رئيسية، ترتكز حولها أهداف المرحلة الثالثة، وتأتي في صورة منظومة متكاملة من الممارسات الإدارية هي التي يتم استهدافها ويتم صياغتها ضمن خطط استراتيجية طويلة المدى، على النحو الذي يحقق إدارة المؤسسة على تمكين مفهوم، كل من. 

  • الابتكار (INNOVATION) بالتعاون مع مختلف وحدات العمل والكيانات الإدارية التابعة لها، بناءً على قدرتها في
  • تحليل البيانات المتاحة (DATA). مع مراعاة خبرات ومتطلبات
  • العملاء  (CUSTOMERS)، وتحديات البقاء على
  • التنافس (COMPETITION)، مع القدرة على الاستدامة في
  • تحقيق القيمة  (VALUE)، بتحسين وتطوير مؤشرات أداء أنشطة العمليات وتعزيز كفاءة الخدمات الإدارية؛ 
المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي

ومن ثم إبرازها ضمن معايير النتائج النهائية وتعزيز عوامل الريادة في الأعمال المؤسسية (التميز في أداء المنتجات وتقديم الخدمات)،

كل ذلك، استناداً على الكفايات (الكفاءة) التشغيلية والهيكلية التنظيمية والوظيفية، واستغلال أحدث النظم والتقنيات المعاصرة في تقديم أفضل حلول الخدمات والتطبيقات الذكية؛ عبر مواقع الإنترنت (والهواتف الذكية). للاستحواذ على أعلى مستويات الرضا والاستحسان والسمعة الطيبة لدى العملاء والمساهمة الفاعلة في ريادة المؤسسة، والمساهمة في تحقيق مؤشرات التنافسية العالمية. 

 

للتحول الرقمي خمس مُرتكزات ليست التكنولوجيا إحدى هذه المُرتكزات، وإن كانت النظم التكنولوجية والتقنيات الرقمية، تمثل منصة الانطلاق الأساسية، أو القاعدة التي تعتمد عليها مرتكزات التحول الرقمي.     م. خالد إدريس 

لا تنسى الاشتراك في المدونة، ومتابعتي من آن لآخر

هذا المقال عبارة عن مقتطفات من مؤلفي هذا
المراحل التي تسبق مرحلة - التحول الرقمي

 تقبلوا فائق تحياتي

المستشار الهندسي/ خالد موسى إدريس

+971507363958

Kmidris59@gmail.com

Khalid Moussa idris

مقالات ومحاضرات ودورات وورش عمل. م. خالد إدريس: تعزيز المحتوى العربي في مجال التقانة المعلوماتية، أفضل الممارسات العامة، المدن الذكية، استشراف المستقبل، التحول الرقمي، سلسلة الكُتل، ريادة المشاريع، مؤشرات التنافسية العالمية، مكتبة البنية التحتية، وعالم الميتافيرس..

إرسال تعليق

يمكنك التعليق على المحتوى وإبداء رأيك بكل صراحة، ومشاركة مواضيع المدونة مع الآخرين، دعونا نشجع شبابنا على الابتكار والإبداع في حياتهم العملية.

أحدث أقدم

فرصة لا تُعوض

نموذج الاتصال