الفرق بين الإدارة والقيادة
المفاهيم والمصطلحات التي نسمعها ونرددها وتتحكم في حياتنا اليومية كثيرة، ومنها مفهومي "الإدارة" و"القيادة" ،،، الأول "الإدارة" وهو مفهوم أو تعبير ندير به عائلاتنا ومؤسساتنا وفرق عملنا وعلاقاتنا اليومية. والمفهوم المرادف له "القيادة". مفهوم آخر يحمل معاني عديدة أشمل وأقوى من بينها الاعتزاز بالذات الإنسانية وليس الذات الزائفة، ليدل على الإلهام والنجاح والتوفيق والإدراك الكامل بالبيئة التي نعيش فيها،
بقدر إدراكنا ومدى ثقافتنا تجاه
سلوكنا في الأمور التي تتطلب وجود قيادة ما، تكون قائمة، عابدة، حامدة، لنفس زكية، صافية، ومُلْهَمة، قائداً متميزاً يتقدم الآخرين في شتى مناحي الحياة، مُلتزماً بدوره قبل التزامنا بأنشطة مهام ومسؤوليات اعمالنا
متطلعين لتحقيق أهدافنا وآمالنا الشخصية والمؤسسية.
وذلك عند تحمل
مسؤولياتنا العديدة والمتنوعة لأدوارنا الإدارية، حيث لكل دور مسؤوليات مترتبة على
طبيعة الدور نفسه، وليس للمسؤوليات أدوار، إذا كنا دقيقين في إطلاقهما أثناء مخاطباتنا وأحاديثنا، ...واستخدامهما في شتى مجالات الحياة ومستوياتها، الاجتماعية، الاقتصادية، الروحية،،، وغيرها من
المهام الإدارية والوظيفية مدنية كانت أو عسكرية.
الإدارة متمثلة
في جميع ممارساتنا التشغيلية اليومية، حال اهتمامنا وإدارتنا ورعايتنا للجوانب الاجتماعية والروحية
والحياتية، وهي قد تكتفي بدورها أثناء إدارتنا لفرق العمل وهياكل وحدات العمل التنظيمية والوظيفية
بمكاتبنا، ومصانعنا ومواقع استرزاقنا أين ما يكون مصدر الرزق.
وترتقي بقدر حجم الدور، والمسؤوليات المترتبة عليه، إلى المهام
الإدارية العليا، لقادتنا ورؤساء حكوماتنا ومجالس إدارة مؤسساتنا العامة والخاصة، بالإضافة إلى مسؤولي نقاباتنا وجمعياتنا ومنظمات مجتمعاتنا المدنية. وهكذا كلما تعاظمت المساءلة كبر حجم الدور، من مدير إلى قائد؛ حيث يكمن الفرق بين
المعنى المجرد للإدارة والفهم الصحيح لمفهوم "القيادة".
كون الأول غارق في وصف خصائصه بين هياكل العمل والمهام الوظيفية، بينما الثاني يشكل ممارسة لمنظومة روحية
متكاملة أو مجموعة من المعايير المحددة لتدفق من الممارسات في الإدارة الرشيدة، لا
لبس بينهما. وذلك أثناء إدارتنا لمجموعات ووحدات عملنا على مستوى (الأسرة - الفريق
– الشعبة – القسم – الإدارة – المؤسسة – شركات الأعمال ومنظمات المجتمع المدني –
لجان النقابات والهيئات العامة - مجالس الأمة والوزراء – رؤساء الحكومات...).
1. بين المدير الإداري الفاشل والمدير القائد الناجح
والمتميز.
2. بين المدير صاحب الشخصية الاعتبارية المتحكمة
والمدير صاحب الشخصية القيادية المحببة،
3. بين رئيس إداري يحمل أجندات وأفكار خاصة لثقافة
خارجية مختلفة، أو مسترشداً بمرشد آخر يوجهه وآمر له، على إدارتها وفق تطلعات
وسياسات تعزز روح الإقطاعيات والدسائس أو الجهوية والقبلية لصالح مجموعته، وبين
رئيس قيادي أو قائد ملهم قادم من الشعب بخصائص تربيته وثقافته وأخلاقه وطبيعته
ومواطنته.
4. بين المسؤول (مجازاً) الذي يفرض سياسة النفاق
والفساد والمحاباة والتجاوزات بين مرؤوسيه بالمؤسسات التقليدية الفاشلة، وبين
القائد المسؤول المبتكر بطبيعته بالمؤسسات المتميزة .
فما الفرق إذن بين الإدارة والقيادة ؟؟؟!!! ...
على ضوء ما
تقدم، لا يوجد غير خيارين لا ثالث لهما في الفرق بين
"الإدارة" و"القيادة".
- الإدارة : تقرأ النظام ...بينما ... القيادة :
تفهم وتستوعب النظام.
- الإدارة : نظم وقوانين ولوائح للعمل ...بينما ... القيادة : منظومة
إنسانية للعمل (الأنسنة).
- الإدارة : قد تحكمها التجاوزات...بينما ...القيادة : اساسها العدل
والشفافية والمساءلة.
- الإدارة : تميل للتحكم...بينما...القيادة : تعمل بالحكمة وخصائص حوكمة المؤسسات.
- الإدارة : تلبس ثوب الشخص ...بينما ...القيادة : تلبس ثوب المبدأ.
- الإدارة : تهتم بمؤشرات الأداء KPIs.. بينما ... القيادة تهتم بالأهداف والنتائج OKRs
- الإدارة : جبانة بعجز ...بينما ...القيادة : شجاعة بحكمة.
- الإدارة : هيكل بلا روح ...بينما ...القيادة : "أنسنة"
جسد بروح وقلب وعقل.
- الإدارة : إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ...بينما ...القيادة : فريق
عمل واحد ولا ضد لنا.
- الإدارة : لا تعترف إلا بالشهادات ...بينما ... القيادة : لا تعترف
إلا بالقدرات والمهارات.
- الإدارة : تأمر وتنهى ...بينما ...القيادة : تُوحي وتُلهم.
- الإدارة : تُسكت الآخرين لتتكلم ...بينما ...القيادة : تصمت لتصغي
للآخرين.
- الإدارة : هي فن التعجيز ...بينما ...القيادة : هي فن التمكين.
- الإدارة : تضحي بالآخرين لتسلم ...بينما ...القيادة : تدافع عن
الآخرين لتسلم وتصحح الأخطاء بالمشاركة.
- الإدارة : تجعل الآخرين جسر عبور لمصالحها ...بينما ...
القيادة : تبني مع الآخرين جسر عبور لأهدافهم.
- الإدارة : دورها توثيق أخطاء الآخرين ...بينما ...القيادة : دورها
معالجة أخطاء الآخرين.
- الإدارة : ناقدها عدو سلبي...بينما ... القيادة ناقدها
مبدع إيجابي.
- الإدارة : تخشى المسؤولين ...بينما ...القيادة : تقنع المسؤولين.
- الإدارة : يهمها رضى المسؤولين ...بينما ... القيادة : يهمها رضا
المرؤوسين.
- الإدارة : أنا أرى وأنا أعتقد ...بينما ...القيادة : الصحيح أن
نتحاور ونتشاور.
- الإدارة : منشغلة بالتفاصيل ...بينما ...القيادة : يهمها الإطار
العام.
- الإدارة : تحاسب على السلوك ...بينما ... القيادة: تعتني بالنتيجة النهائية.
- الإدارة : ثوب ضيق لمآل النظام ...بينما ...القيادة : تخترع أثوابًا فضفاضة تلبسها للنظام.
- الإدارة : تتبع سياسة العصا والجزرة ...بينما ...القيادة : سياستها
أسد يقود أسود.
- الإدارة : لتنجح لابد أن يفشل الآخرون ...بينما ...القيادة :
نجاحها هو نجاح الآخرين.
- الإدارة : عينها على رواتب المرؤوسين ...بينما ...القيادة : عينها
على اسعاد المرؤوسين ورخائهم.
- الإدارة : تهتم بأنشطة العمليات
والإجراءات التقليدية...بينما ...القيادة : مبادئ توجيهية وممارسات
لإنتاج خدمات متناغمة ومتكاملة.
- الإدارة : اتخاذ القرارات الآنية آجلة...بينما...القيادة : اتخاذ
القرارات استباقية غير عاجلة لآنها.
- الإدارة : تحمل نفس لوامة...بينما...القيادة : تحمل نفس مرضية.
- الإدارة : تحمل نفس أمارة بالسوء...بينما...القيادة : تحمل نفس
راضية.
- الإدارة : طامعة...بينما...القيادة : طامحة ... وليست طامعة.
- الإدارة : تدفع من الخلف...بينما...القيادة : تقود من الأمام، .
- الإدارة : تستعين بقطيع من المرؤوسين...بينما...القيادة : تجعل من
الزملاء قادة.
- الإدارة : تكافئ على قدر الولاء...بينما...القيادة :
تُنصف الجميع من غير ولاء.
- الإدارة : شعارها على حافة الهاوية...بينما...القيادة : شعارها
الريادة فوق ذُرًى القمم.
- الإدارة : تنتج مؤسسات وحكومات فاشلة...بينما...القيادة : تحتفل
بنجاح مؤسساتها. وأخيراً
- الإدارة : تتراقص كمن يتخبطه الشيطان من المس...بينما...القيادة :
تكون قائمة، عابدة، حامدة، لنفس زكية، صافية، ومُلْهَمة.
وهذا بالضبط ما نحن فيه الآن ونعاني منه ....
والإجابة على سؤال العنوان:
نعم نحن فاشلون على المستوى الفردي، أو الشخصي، إذا أصبحنا قطيع من إداريين
وإداريات، بسبب تربيتنا وثقافتنا ومعتقداتنا التي نشأنا عليها، لهذا، قل ما نجد بيننا قائداً، متميزاً،
مُلهماً: يدعونا أو يدفعنا دفعاً إلى الوحدة والبحث عن سبل النجاح. والخروج من النفق المظلم الذي وُضعينا فيه،
·
والآن،
ايهما تريد أن تكون ... مديراً أم
قائداً ؟؟! وهل ترى رئيسك الحالي مديراً أم قائداً؟
· القادة الملهمون عادة متميزون في حياتهم الاجتماعية والروحية، قبل إنشغالهم في
إدارة مهام أعمالهم الوظيفية وقيادة وحدات وفرق أعمالهم المؤسسية، بغض النظر عن
احجام مؤسساتهم وأهدافها وادوارها ومسؤولياتها.
م. خالد إدريس.
التسميات
مقالات تقنية